الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أورده الحافظ في "اللسان "، فقال:
"ذكره ابن عدي في ترجمة جارية بن هرم
…
(يعني في سند حديث ساقه) ،
وأشار إلى أن عمر بن يحيى سرقه من يحيى بن بسطام ".
انظر "كامل ابن عدي"(2/175) ، ووقع فيه (الأيلي) بالمثناة وكذلك في
"اللسان"!
(تنبيه) : نقل الشوكاني هذا الحديث عن أوسط الطبراني تحت شرحه لحديث
ابن عمر: "من شرب في إناء
…
" وقال (1/ 60) :
"قال (الطبراني) : تفرد به عمر بن يحيى بن (!) معاوية بن عبد الكريم ".
هكذا قال: (ابن معاوية
…
"، فلا أدري أهكذا هو في ف خته من "الأوسط "،
أو تحرف عليه؟ وعلى كل حال فهو خطأ.
ثم ما فائدة نقل هذا التفرد دون بيان حال المتفرد به؟!
6279
- (لا حاجةَ لي في ابنتِك. قاله لامرأةٍ آثَرَتْةُ بها) .
ضعيف.
أخرجه أحمد (3/155) : ثنا عبد الله بن بكر أبو وهب: ثنا سنان
ابن ربيعة عن الحضرمي عن أنس بن مالك:
أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! ابنة لي كذا وكذا - ذكرت من
حسنها وجمالها - فآثرتك بها، فقال: قد قبلتها، فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها
لم تصدع، ولم تشتك شيئاً قط! قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:
الأولى: الحضرمي هذا، إن كان ابن عجلان مولى الجارود؛ فهو مجهول
الحال، روى عنه ثلاثة، ولم يوثقه غير ابن حبان (6/249) ، واستغرب له الترمذي
حديثاً في العطاس، وصححه الحاكم، وهو مخرج في "الإرواء"(3/245) ، وقال
الذهبي في " الكاشف ":
"صدوق". وقال الحافظ:
"مقبول ".
وإن كان هو ابن لاحق التميمي اليمامي؛ فقد روى عنه ثلاثة آخرون غير سنان
ابن ربيعة، منهم سليمان التيمي، وفيه قال ابن معين:
"ليس به بأس". ونحوه قول ابن عدي (2/454) :
"أرجو أنه لا بأس به".
ومن الغريب - مع هذا كله - قول ابن حبان في "ثقاته "(6/246) :
"لا أدري من هو؟ ولا ابن من هو؟ ". وتبعه الذهبي في كتابيه "الميزان "
و" المغني "[فقال] :
"لا يعرف". وأشار في "الكاشف " إلى تضعيف توثيقه بقوله:
"وثق "! وتبنى الحافظ قول ابن معين وابن عدي فقال:
"لا بأس به ".
ولعله الأرجح. والله تعالى أعلم.
وأقول: وسواء كان هذا الحضرمي أو ذاك. وترجح قول من عرفه أو جهله،
فمن المتفق عليه أنه ليس تابعياً؛ بل هو من أتباعهم، وابن حبان نفسه أورده في
طبقة هؤلاء؛ فيكون الإسناد منقطعاً، وهذه هي العلة الأولى.
والأخرى: سنان بن ربيعة؛ فإنه مختلف فيه، وقال الحافظ مشيراً إلى ذلك:
"صدوق فيه لين ".
ولعل الحافظ من أجل هذا سكت عن الحديث في "الفتح "(8/525) ،
وخفيت عليه العلة الأولى!
ثم بدت لي علة ثالثة، وهي: المخالفة لرواية ثابت البناني قال:
كنت عند أنس - وعنده ابنة له - قال أنس:
جاءت امرأة إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله!
ألك بي حاجة؟
فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها، واسوءتاه! قال: هي خير منك؛ رغبت
في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.
أخرجه البخاري (5120 و6122) ، والنسائي (2/76) ، وابن ماجه (2001) ،
وأحمد (3/268) .
ولم يذكر في هذا الحديث جواب النبي صلى الله عليه وسلم لها بعد العرض، وقد ثبت
الجواب فِي حَدِيثِ سهل بن سعد الثابت في الكتب الستة وغيرها في هذه القصة،
وهو مخرج في "الإرواء"(6/345/1925) ، وذلك في رواية للبخاري (9/198/
5141) ، وهي رواية الدارمي (2/142) ، والبيهقي (7/57 و 144) ، والطبراني في
"الكبير"(6/225 - 226) بلفظ:
" مالي اليوم في النساء من حاجة".
وله شاهد ذكره الحافظ في "الفتح"(9/206) من حديث أبي هريرة عند
النسائي:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه، فقال لها:
"اجلسي"، فجلست ساعة ثم قامت، فقال:
"اجلسي بارك الله فيك؛ أما نحن فلا حاجة لنا فيك ".
سكت الحافظ عنه، وذلك يعني أنه حسن عنده على الأقل ولم أقف عليه،
فلعله في "كبرى النسائي ".
قلت: ومن رواية ثابت عن أنس، وحديث سهل وأبي هريرة يقبين لنا خطأ
حديث الترجمة؛ ونكارته لخالفته لهذه الروايات الصحيحة من ناحيتين:
الأولى: أن المرأة فيها هي التي عرضت نفسها له صلى الله عليه وسلم، وليس أنها عرضت
ابنتها.
والأخرى: أن قوله لا حاجة لي
…
" هو خطاب منه صلى الله عليه وسلم موجه إلى المرأة لا
إلى ابنتها.
ثم إن الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(7/232/479) فقال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الله بن بكر عن سنان بن ربيعة الحضرمي
…
كذا دون قوله: "عن الحضرمي" وكذا في مصورة (الآصفية) ؛ فالظاهر أنه سقط
قديم، لم يتنبه له المعلق على "المسند"، وإلا كان عليه أن يبين الفرق بين هذا وبين
"مسند أحمد"؛ كما يقتضيه التحقيق العلمي، ولا سيما وهو يعلم - فيما أظن - أن
سناناً هذا بصري، وأن أحداً لم يترجمه بأنه حضرمي! ولا أدري إذا كان هذا الفرق
موجوداً في نسخة "المسندين" للهيثمي، فقد رأيته يقول في "المجمع " (2/294) :
"رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات ".