الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
التعريف بالقاعدة الفقهية
وفيه مطلبان:
المطلب الأول
تعريف القاعدة الفقهية
لما كان لفظ (القاعدة الفقهية) مركباً وصفياً من كلمتين، إحداهما مضاف، وهو القاعدة، والأخرى مضاف إليه، وهو الفقهية، فإن معرفة معناها باعتبارها علما ولقبا متوقف على معرفة كل كلمة منها على حدة؛ لذا كان من المناسب أولاً تعريف كل كلمة على حدة، ثم تعريفها باعتبارها علما ولقبا، وذلك من خلال الفرعين التاليين:
الفرع الأول: في تعريف القاعدة الفقهية باعتبارها مركبا وصفيا:
أولاً: تعريف القاعدة:
(أ) تعريف القاعدة لغة:
القاعدة: تجمع على قواعد، وهي بمعنى الثبات والاستقرار، ومن ذلك (المُقعد): وهو المريض الذي لا يقدر على القيام، سمي بذلك لقراره بالأرض، ومنه (قعيدة الرجل): وهي امرأته القاعدة في بيته؛ سميت بذلك لكثرة قرارها في البيت.
وتأتي القاعدة بمعنى الأس الذي يبنى عليه. فقاعدة كل شيء: أساسه، ومنه قواعد البيت، أي أساطين البناء وأعمدته وأصوله التي يبنى عليها، ومن
هذا المعنى قول الله جل وعلا: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}
(1)
، وقوله سبحانه:{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} 2).
ومنه قواعد الهودج: وهي أخشاب أربع معترضة في أسفله، تركب فيهن عيدانه، وهي تجري مجرى قواعد البناء.
ومنه قواعد السحاب: وهي أصوله المعترضة في آفاق السماء.
والحاصل أن القاعدة هي أساس الشيء وأصله، سواء كان ذلك الشيء حسِّيّا كقواعد البيت وقواعد الهودج، أو معنويا كقواعد الدين أي دعائمه، وقواعد الفقه أي: أسسه التي تبنى عليها فروعه
(3)
.
(ب) تعريف القاعدة في الاصطلاح العام:
ذكر العلماء للقاعدة بمعناها العام تعريفات كثيرة، لكنها - وإن اختلفت ألفاظها - تؤول إلى معنى واحد، ولعل من أحسن ما قيل في تعريفها هو أنها:«قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها»
(4)
.
(1)
سورة البقرة، الآية [127].
(2)
سورة النحل، [26].
(3)
انظر: تهذيب اللغة (1/ 204)، الصحاح (2/ 526)، معجم مقاييس اللغة (5/ 108)، لسان العرب (3/ 357 - 364).
(4)
التعريفات (ص 171). وانظر: المصباح المنير (ص 195)، التلويح على التوضيح (1/ 20)، التحرير مع التقرير والتحبير (1/ 29)، شرح الكوكب المنير (1/ 44 - 45)، الكليات (ص 728)، كشاف اصطلاحات الفنون (2/ 1295).