الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع
الضابط الفقهي، العارية مضمونة
يتعلق هذا الضابط الفقهي بعقد العارية، وهو يُعدّ - عند جماعة من الفقهاء - عقد ضمان، وسوف تكون دراستي لهذا الضابط من خلال المطالب الآتية:
المطلب الأول
في صيغ الضابط
وردت صيغ كثيرة لهذا الضابط - ذكرها الفقهاء في كتبهم - إلا أنها اختلفت في الحكم؛ وذلك تبعا لاختلافهم في حكم العارية، فإن منهم من يرى أنها أمانة، ومنهم من يرى أنها مضمونة، وسيأتي تفصيل الكلام على هذه المسألة في المطلب الرابع - إن شاء الله تعالى -، وقد قسمت هذه الصيغ بناء على هذا الخلاف إلى قسمين:
القسم الأول: الصيغ التي تفيد بأن العارية مضمونة:
أولاً: المذهب الشافعي:
1 -
قال أحمد بن فرح اللخمي
(1)
وغيره من العلماء: «العارية مضمونة»
(2)
.
(1)
هو المحدث الفقيه أبو العباس أحمد بن فرح اللخمي، نزيل دمشق، ولد سنة 624 هـ، أسره العدو ثم نجاه الله تعالى، أخذ عن العز بن عبدالسلام والكمال الضرير وغيرهما بالقاهرة، ثم بدمشق عن ابن عبدالدائم وعمر الكرماني، وتخرج به جماعة منهم: أبو عبد الله الذهبي وعبدالمؤمن الدمياطي وتقي الدين اليوتيني، له مؤلفات نفيسة منها:"مختصر خلافيات البيهقي" و"شرح الأربعين النووية" و"قصيدة غزلية في ألقاب الحديث" توفي سنة 699 هـ.
انظر: تذكرة الحفاظ (4/ 1486)، طبقات الشافعية لابن السبكي (8/ 26)، مقدمة كتاب مختصر خلافيات البيهقي (1/ 50 - 62).
(2)
مختصر خلافيات البيهقي (3/ 408). وانظر: الأشباه والنظائر لابن السبكي (1/ 358)، الأشباه والنظائر لابن الملقن (2/ 334)، القواعد للحصني (4/ 175).
2 -
قال أبو سعيد العلائي: «العارية مضمونة في يد المستعير»
(1)
.
3 -
قال بدر الدين الزركشي: «كل من أخذ العين لمنفعة نفسه من غير استحقاق فإنها مضمونة عليه»
(2)
.
4 -
وقال أيضا: «كل من أخذ الشيء لمنفعة نفسه منفردا به من غير استحقاق فإنه مضمون عليه»
(3)
.
ثانياً: المذهب الحنبلي:
1 -
قال أبو القاسم الخرقي
(4)
: «العارية مضمونة وإن لم يتعد فيها المستعير»
(5)
.
2 -
قال أبو محمد ابن قدامة: «العارية مضمونة»
(6)
.
(1)
المجموع المذهب (بتحقيق سراج الدين بلال)(ص 239). وانظر: الأشباه والنظائر للسيوطي (ص 467).
(2)
المنثور (1/ 209).
(3)
المنثور (3/ 111).
(4)
هو الإمام الفقيه أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي، قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروزي وحرب الكرماني وصالح وعبد الله ابني الإمام أحمد، وقرأ عليه: جماعة من شيوخ المذهب منهم: أبو عبد الله ابن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو الحسين بن سمعون وغيرهم، له مصنفات كثيرة في المذهب لم ينتشر منها إلا هذا المختصر؛ لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر فيها سب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فاحترقت كتبه، توفي سنة 334 هـ.
انظر: المقصد الأرشد (2/ 298)، شذرات الذهب (2/ 336).
(5)
مختصر الخرقي مع المغني (7/ 340).
(6)
المقنع مع الشرح الكبير (15/ 88).