الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي اصطلاح الفقهاء: «استيلاء على حق غيره قهرا بغير حق»
(1)
.
لزمه: أي وجب عليه.
رد قيمته: المراد به هنا - في الضابط - مطلق الضمان سواء كان بالمثل أم بالقيمة، وليس المراد به خصوص القيمة المقابلة للمثل
(2)
.
المطلب الثالث
في المعنى الإجمالي للضابط
يجب على من غصب مالاً لغيره، أن يرده إن كان باقيا بعينه، وأما إن كان تالفا فيجب عليه ضمانه.
المطلب الرابع
في أقوال الفقهاء وأدلتهم في الضابط
اتفق الفقهاء على أن الغصب أحد الأسباب الموجبة للضمان، وأن من غصب مالاً من صاحبه وجب عليه ضمانه
(3)
.
وأما كيفية الضمان فقد سبق بيانه تحت قاعدة: «المثلي مضمون بمثله والمتقوّم بالقيمة»
(4)
، وهي باختصار: إذا كان المال المغصوب باقيا بعينه، فإنه يجب على
(1)
الفروع (4/ 492)، وانظر: مغني المحتاج (2/ 275)، السراج الوهاج (ص 266)، زاد المستقنع (ص 98).
(2)
انظر: الأشباه والنظائر لابن السبكي (1/ 305، 306)، الأشباه والنظائر لابن الملقن (2/ 203).
(3)
انظر: بدائع الصنائع (7/ 148)، البناية (10/ 213)، مجمع الضمانات (1/ 288)، بداية المجتهد (2/ 386، 387)، الذخيرة (8/ 259)، قوانين الأحكام الشرعية (ص 341)، التهذيب للبغوي (4/ 293)، لعزيز (5/ 398)، القواعد للحصني (3/ 420)، المغني (7/ 360)، تقرير القواعد (2/ 316)، الإرشاد للسعدي (ص 148).
(4)
كما في صفحة 444 - 459.
الغاصب رده بعينه، وأما إذا تلف فإنه يجب عليه ضمانه بمثله، فإن تعذر المثل ضمنه بقيمته.
وقد استدلوا على أن الغصب سبب موجب للضمان بما يأتي:
1 -
(1)
.
2 -
(2)
.
3 -
عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)
(3)
.
4 -
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه)
(4)
.
وجه الدلالة من هاتين الآيتين الكريمتين والحديثين الشريفين: إن الشارع الحكيم حرّم أكل أموال الناس بالباطل، والغصب من جملة أكل أموال الناس بالباطل، وهذا يقتضي وجوب ردّها إلى أصحابها إن كانت باقية، أو ضمانها إن كانت تالفة.
5 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)
(5)
.
(1)
سورة البقرة، الآية [188].
(2)
سورة النساء، الآية [29].
(3)
سبق تخريجه صفحة 81، وهو متفق عليه.
(4)
سبق تخريجه صفحة 115.
(5)
تقدم تخريجه صفحة 169.