الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع
في أقوال الفقهاء وأدلتهم في القاعدة
اتفق الفقهاء على أن الأمين لا يتحمل ضمان المال الذي ائتمن عليه إذا هلك أو فقد أو طرأ عليه نقص في يده، إذا لم يكن ذلك من صنعه أو تعديه أو تقصيره في الحفظ
(1)
.
وقد استدلوا على ذلك بما يأتي:
1 -
قال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}
(2)
.
2 -
(3)
.
وجه الدلالة: أن الله تعالى نهى عباده عن أكل أموال الناس بغير حق، ومن ذلك إجبار الأمين على ضمان ما تلف من الأمانات عنده مع كونه لم يتعدّ أو يفرّط.
(1)
انظر: المبسوط (23/ 128)، بدائع الصنائع (4/ 210)، الهداية مع فتح القدير (9/ 80)، الاختيار (3/ 29 - 31)، الفوائد الزينية (ص 127)، البحر الرائق (7/ 273 - 274)، مجمع الضمانات (1/ 78، 399، 465)، درر الحكام (2/ 235 - 236)، الكافي لابن عبد البر (ص 407)، جامع الأمهات (ص 404)، الفروق (2/ 207، 4/ 27)، قوانين الأحكام الشرعية (ص 348 - 350)، الحاوي (7/ 125، 426)، التهذيب للبغوي (5/ 117)، روضة الطالبين (4/ 68، 96، 325، 5/ 226، 6/ 327)، المنثور (2/ 323)، المقنع لابن البنا (2/ 859)، المغني (9/ 257، 12/ 550)، تقرير القواعد (1/ 294، 307)، المبدع (5/ 234)، القواعد والأصول الجامعة (ص 44)، الإرشاد للسعدي (ص 141)، المحلى (7/ 98، 137)، السيل الجرار (3/ 216، 286، 341، 342).
(2)
سورة البقرة، الآية [188].
(3)
سورة النساء، الآية [29].
وفي ذلك يقول عبدالرحمن السعدي في تفسير هذه الآية: «ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب والسرقات وأخذها بالقمار والمكاسب الرديئة»
(1)
.
ويقول الشوكاني في حق الأجير - وهو أحد الأيدي الأمينة -: «ولا يضمن إلا إذا حصلت منه خيانة أو تفريط، فإن التضمين حكم شرعي يستلزم أخذ مال مسلم معصوم بعصمة الإسلام، فلا يجوز إلا بحجة شرعية، وإلا كان ذلك من أكل أموال الناس بالباطل»
(2)
.
3 -
قال الله تعالى: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}
(3)
.
وجه الدلالة: أن الأمين إذا حفظ المال ولم يتعد عليه فإنه محسن بذلك، فيجب ألا يكون عليه سبيل في الضمان
(4)
.
4 -
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)
(5)
.
وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا حرمة الأموال وأنها معصومة بعصمة الإسلام، فلا يجوز أخذ شيء منها إلا بأمر الشرع، وهذا أمر مجمع عليه
(6)
، ومن ذلك مال الأمين، فإنه لا يحل أخذ شيء من ماله إلا بدليل شرعي، ولا
(1)
تيسير الكريم الرحمن (ص 175).
(2)
السيل الجرار (3/ 200). وانظر: (3/ 216).
(3)
سورة التوبة، الآية [91].
(4)
انظر: المحلى (7/ 137).
(5)
سبق تخريجه صفحة 81.
(6)
انظر: الإشراف (2/ 350) ألف، مراتب الإجماع (ص 58).