الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 -
ذكر الدكتور محمد الروكي القاعدة ضمن مبحث خصصه للقواعد الفقهية الكلية في نظرية الضمان، وصاغها بقوله:«المفرط ضامن»
(1)
، وقد استنبطها من كلام للقاضي عبد الوهاب المالكي
(2)
(3)
.
المطلب الثاني
في شرح الكلمات الغريبة والمصطلحات العلمية في القاعدة
المُفرِّط: لغة: من التفريط، والتفريط في الشيء هو التقصير فيه وتضييعه وإهماله والتهاون فيه حتى يفوت أو يتلف، يقال: فرّط في الأمر يفرط تفريطا فهو مفرط
(4)
.
(5)
.
(1)
قواعد الفقه الإسلامي للروكي (ص 229)، وانظر: الإشراف (2/ 669)، مجموع فتاوى ابن تيمية (30/ 391).
(2)
هو الفقيه القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكي، ولد سنة 362 هـ، أخذ عن ابن القصار وابن الجلاب وغيرهما، ومن تلاميذه: أبوبكر الخطيب البغدادي وأبو عبدالله المازري، وله مؤلفات منها: الإشراف على مسائل الخلاف، وعيون المسائل، توفي سنة 422 هـ.
انظر: ترتيب المدارك (7/ 220 - 227)، الديباج المذهب (ص 261 - 262).
(3)
الإشراف للقاضي عبد الوهاب (2/ 669).
(4)
انظر: الصحاح (3/ 1148)، تاج العروس (9/ 527، 533، 535).
(5)
التعريفات (ص 32).
وفي الاصطلاح: وقفت على ثلاثة تعاريف، وهي كما يلي:
أولاً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والتفريط: هو ترك ما يجب عليه من غير عذر»
(1)
.
ثانياً: قال الشيخ عبدالرحمن السعدي: «التفريط: ترك ما يجب من الحفظ»
(2)
.
ثالثاً: قال الدكتور محمد سراج: «الإهمال أو التقصير الموجب للضمان هو: مخالفة ما أوجبه الشارع من رعاية وتبصير لحقوق الغير وسلامتهم في أموالهم وأنفسهم وسائر حقوقهم الأخرى»
(3)
.
والذي يظهر لي أن هذه التعاريف لا تخرج عن المعنى اللغوي للتفريط؛ ولذلك فإنه «على الرغم من شيوع استخدام مصطلح التفريط باعتباره سببا لإيجاب الضمان، فإن الفقهاء لم يعنوا أنفسهم بتعريفه تعريفا جامعا مانعا فيما اطلعت عليه؛ اكتفاء بوضوح مفهومه»
(4)
عندهم.
ومن الجدير بالملاحظة أن التعدي إذا أطلق فإنه قد يشمل معنى التفريط؛ لأن التعدي - الذي يشترط لإيجاب الضمان - قد يكون أمراً إيجابياً كالإحراق والإغراق والإتلاف، وقد يكون أمراً سلبياً كترك الحفظ والإهمال والامتناع عن تقديم المساعدة للمضطر
(5)
.
(1)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (30/ 183).
(2)
القواعد والأصول الجامعة (ص 44).
(3)
ضمان العدوان (ص 251).
(4)
المرجع السابق، بتصرف يسير.
(5)
انظر: الموافقات (3/ 72 - 73)، السيل الجرار (3/ 342)، نظرية الضمان للزحيلي (ص 19)، نظرية الضمان لمحمد فوزي (ص 94 - 95)، ضمان العدوان (ص 241، 242، 243، 245)، الضرر (2/ 804، 848 - 849).