الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3)، والشوكاني (4).
النتيجة:
صحة ما نقل من الإجماع على عدم جواز الحلف بغير اللَّه لعدم وجود المخالف.
[194/ 6]: اليمين تنعقد باللَّه وبذاته وبصفاته العلية وبجميع أسمائه الحسنى
• المراد بالمسألة: أن اليمين تنعقد باللَّه تعالى وبذاته وبصفاته العلية وبجميع أسمائه الحسنى كالرحمن والرحيم والحي والقيوم، ومقلب القلوب، ورب الكعبة، ورب العزة، ونحو ذلك، وقد نقل الإجماع على ذلك.
• من نقل الإجماع: عون الدين ابن هبيرة (560 هـ) حيثا قال: (واتفقوا على أن اليمين باللَّه تعالى منعقدة وبجميع أسمائه الحسنى كالرحمن والرحيم والحي وغيرها، وبجميع صفات ذاته سبحانه كعزة اللَّه لسبحانه وجلاله)(5). ابن حجر (852 هـ) حيث قال: (اتفق الفقهاء على أن اليمين تنعقد باللَّه وذاته وصفاته العلية)(6).
الزرقاني (1122 هـ) حيث قال: (وظاهره تخصيص الحلف باللَّه خاصة، لكن اتفق الفقهاء على أن اليمين تنعقد باللَّه وذاته وصفاته العلية، فكأنّ المراد بقوله باللَّه الذات لا خصوص لفظ اللَّه)(7).
الشوكاني (1250 هـ) حيث قال: (السر في النهي عن الحلف بغير اللَّه
(1) الذخيرة للقرافي (4/ 6)، شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (3/ 67)، الإستذكار (5/ 203).
(2)
فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (4/ 323).
(3)
المغني (13/ 435).
(4)
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار (1/ 346).
(5)
الإفصاح (2/ 243).
(6)
فتح الباري (13/ 379).
(7)
شرح الزرقاني على موطأ مالك (3/ 67).
أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي للَّه وحده، فلا يحلف إلا باللَّه وذاته وصفاته وعلى ذلك اتفق الفقهاء) (1).
• مستند الإجماع: ما روي عن ابن عمر قال: كَانَ أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَحْلِفُ: "لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ"(2).
ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما خلق اللَّه الجنة والنار وأرسل جبريل قال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد اللَّه لأهلها فيها فرجع إليه قال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحجبت بالمكاره قال: ارجع إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فرجع إليها وإذا هي قد حجبت بالمكاره فرجع إليه قال: وعزتك قد خشيت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها بعضًا، فرجع قال: وعزتك لقد خشيت أن لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها"(3).
ما روي عن قتيلة بنت صيفي الجهينية قالت: أتى حَبرٌ من الأحبار
(1) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار (9/ 112).
(2)
صحيح البخاري (6/ 231) الحديث رقم (6617)، مسند أحمد (2/ 103) الحديث رقم (4782)، سنن الترمذي (5/ 103) رقم (1543)، سنن أبو داود (9/ 90) رقم (3264)، سنن الدارمي (2/ 188) رقم (2352) صحيح ابن حبان (4/ 394) الحديث رقم (4249)، سنن البيهقي الكبرى (14/ 447)، الحديث رقم (20242)، سنن النسائي الكبرى (3/ 123) الحديث رقم (4665).
(3)
مسند الإمام أحمد (2/ 637)، مسند أبو هريرة، الحديث رقم (8348)، سنن الترمذي (7/ 281) الحديث رقم (2617)، سنن أبو داود (13/ 79) الحديث رقم (4735)، سنن النسائي الصغرى (7/ 7) كتاب الحديث رقم (3773)، سنن النسائي الكبرى (3/ 122) الحديث رقم (4664).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، نعم القوم أنتم، لولا أنكم تشركون، قال:"سبحان اللَّه وما ذاكَ؟ " قال تقولون: إذا حلفتم والكعبة، قالت: فأمهل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا، ثم قال:"إنَّهُ قَدْ قالَ: فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الكَعْبَةِ" قال: يا محمد، نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون للَّه ندًا، قال:"سبحان اللَّه وما ذاك؟ " قال: تقولون ما شاء اللَّه وشئت، قال: فأمهل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا ثم قال: "إنَّهُ قَدْ قال: فمنْ قالَ ما شاءَ اللَّه فَلْيَفْصِل بَيْنَهُما ثم شِئْتُ"(1).
ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يَبْقَى رَجُلٌ بَينَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلَكَ غَيْرَهَا"(2).
• وجه الدلالة: دلت الأحاديث السابقة على جواز الحلف بالصفات لأن العزة يحتمل أن تكون صفة ذات بمعنى القدرة والعظمة، وأن تكون صفة فعل بمعنى القهر لمخلوقاته والغلبة لهم، ولذلك صحت الإضافة (3).
• الموافقون على نقل الإجماع: وافق على الحكم الأحناف (4)، والمالكية (5)، الشافعية (6)، والحنابلة (7).
(1) مسند الإمام أحمد (7/ 516)، الحديث رقم (26688).
(2)
صحيح البخاري (6/ 231) الحديث رقم (6661).
(3)
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار (9/ 112).
(4)
المبسوط (8/ 126)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 418)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (4/ 199).
(5)
التاج والإكليل لمختصر خليل (4/ 399).
(6)
مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (4/ 430)، المجموع شرح المهذب (22/ 194).
(7)
حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع (7/ 464).