الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني جناية الدابة، والجناية عليها
[136/ 1] جناية الدابة المنفلتة من يد صاحبها لا ضمان فيها
• المراد من المسألة: أن الدابة إذا انفلتت من يد صاحبها وهو معها دون أن يكون انفلاتها بسبب من أحد، ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب، فإن جنايتها هدر لا ضمان فيه (1).
• من نقل الإجماع: قال الإمام ابن المنذر (317 هـ): وأجمع كل من نحفظ من أهل العلم أن ليس على صاحب الدابة المنفلتة ضمان فيما أصابت (2).
وقال أيضًا: وكل من أحفظ عنه من أهل العلم يقول: ليس على صاحب الدابة المنفلتة ضمان فيما أصابت، وممن حفظنا هذا عنه شريح، والزهري، والحكم، وحماد، وسفيان الثوري، ومالك، والأوزاعي، والنعمان، والشافعي، ومن تبعهم من أهل العلم (3).
وقد نقله عنه الإمام ابن بطال (449 هـ)(4).
• من وافق الإجماع: وافق هذا الإجماع المنقول الحنفية (5)، والمالكية (6)،
(1) إنما قيدنا محل الإجماع بما تقدم، لقول ابن المنذر في الإقناع (1/ 356): وإذا انفلتت الدابة من يد صاحبها فأصابت نفسًا أو جرحًا فلا عقل فيه ولا قود، وهذا قول: مالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، والنعمان، ومن تبعهم. ولم يذكر في كتبه الثلاث:(الإقناع، والأوسط، والإشراف) سوى هذا النص في جناية الدابة.
(2)
الإجماع (ص: 121).
(3)
الأوسط (13/ 131)، الإشراف (7/ 386).
(4)
شرح ابن بطال على البخاري (8/ 560).
(5)
ينظر: المبسوط للسرخسي (26/ 192)، بدائع الصنائع (7/ 273).
(6)
ينظر: البيان والتحصيل (9/ 211)، الذخيرة (12/ 266 - 268).
والشافعية (1)، والحنابلة (2)، وابن حزم من الظاهرية (3).
• مستند الإجماع:
1 -
عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العجماء جُبَار، والبئر جُبَار، والمعدن جُبَار، وفي الرِكاز الخُمس"(4).
وفي لفظ: "العجماء جرحها جُبَار"(5)، وفي لفظ:"العجماء عقلها جُبَار"(6).
• وجه الدلالة: أن الجُبار الهَدَر، قال أبو عبيد: وأما الجُبار فهو الهَدَر، وإنما جعل جرح العجماء هدرا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب، فإذا كان معها واحد من هؤلاء الثلاثة فهو ضامن؛ لأن الجناية حينئذ ليست للعجماء، إنما هي جناية صاحبها الذي أوطأها الناس، وقد روى ذلك عن علي وعبد اللَّه وشريح وغيرهم (7).
2 -
أنه لا صنع لمالكها في نفارها وانفلاتها، ولا يمكنه الاحتراز عن فعلها، فالمتولّد منه لا يكون مضمونا (8).
ججج صحة الإجماع لعدم وجود المخالف في المسألة.
(1) ينظر: روضة الطالبين (10/ 198)، مغني المحتاج (9/ 203).
(2)
ينظر: الإنصاف (6/ 239)، مطالب أولي النهى (4/ 89).
(3)
ينظر: المحلى (11/ 204).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب: في الركاز الخمس (1499).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب: المعدن جبار والبئر جبار (6912)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب جرح العجماء، والمعدن، والبئر جبار (1710).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب العجماء عقلها جبار (6913).
(7)
غريب الحديث (1/ 282).
(8)
ينظر: بدائع الصنائع (7/ 273).