الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[193/ 3] من قذف بكلام لا يدري معناه فإنه لا يكون قاذفًا
.
• المراد بالمسألة: إذا قذف شخص آخر بالزنا، وكان القاذف قد تكلم بالكلمة وهو لا يدري معناها، كأن يكون لا يعرف العربية، وسمع شخصًا يقول يا زان، فقالها هو لغيره، وهو لا يدري معناها، فهنا لا يُعتبر كلامه قذفًا، ولا يُقام عليه حد القذف.
• من نقل الإجماع: قال ابن حزم (456 هـ): "ولم يختلف أحد من الأمة في أن امرأ لو نطق بلفظ لا يدري معناه، وكان معناه كفرًا، أو قذفًا، أو طلاقًا، فإنه لا يؤاخذ بشيء من ذلك"(1).
• الموافقون على الإجماع: وافق على الإجماع الحنفية (2)، والمالكية (3)، والشافعية (4)، والحنابلة (5)، والظاهرية (6).
• مستند الإجماع: الدليل الأول: قول اللَّه تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (7).
وقد ثبت في صحيح مسلم أن اللَّه تعالى قد أجاب ذلك لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (8)، قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(قولوا سمعنا وأطعنا وسلَّمنا) قال:
(1) المحلى (12/ 262).
(2)
انظر: تبيين الحقائق (3/ 165)، فتح القدير (5/ 217).
(3)
انظر: حاشية الدسوقي (4/ 316)، حاشية العدوي (2/ 321).
(4)
انظر: أسنى المطالب (4/ 127)، نهاية المحتاج (5/ 190).
(5)
انظر: المغني (9/ 56)، الشرح الكبير (10/ 120).
(6)
انظر: المحلى (12/ 167).
(7)
سورة البقرة، آية (286).
(8)
سورة البقرة، آية (284).