الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصفاته مع ادعائهم الحديث ومذهب السلف، وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار، ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير" (1).
[63/ 4] المسألة الثالثة والستون: من جحد أو شك في محمد صلى الله عليه وسلم كفر
.
• المراد بالمسألة: من المتقرر أن اللَّه تعالى خلق نبيًا لهذه الأمة اسمه محمد، فمن حجد وجوده عليه الصلاة والسلام، أو صفاته التي وصفه اللَّه تعالى من كريم خُلُقه، أو جحد صدقه، أو شك في شيء من ذلك فقد كفر.
• من نقل الإجماع: قال ابن حزم (456 هـ): "اتفقوا أن من آمن باللَّه تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وبكل ما أتى به عليه السلام مما نقل عنه نقل الكافة، أو شك في التوحيد أو في النبوة أو في محمد صلى الله عليه وسلم. . . فإن من جحد شيئًا مما ذكرنا، أو شك في شيء منه، ومات على ذلك، فإنه كافر مشرك، مخلد في النار أبدًا"(2).
• مستند الإجماع: يدل على مسألة الباب الأثر والنظر:
• أولًا: من الأثر:
1 -
2 -
3 -
قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} (5).
• وجه الدلالة من الآيات الثلاث السابقة: الآيات صريحة بأن محمد صلى الله عليه وسلم
(1) شرح الأصفهانية (76 - 77).
(2)
مراتب الإجماع (273).
(3)
سورة الأعراف، آية (158).
(4)
سورة الأحزاب، آية (40).
(5)
سورة الفتح، آية (29).
رسول من عند اللَّه، وأنه من أنبياءه الذين يجب الإيمان بهم.
4 -
ما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي ببعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)(1).
5 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار)(2).
6 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الأنبباء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)(3).
7 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي. . . الحديث)(4).
8 -
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك، واستخلف عليًا، فقال علي رضي الله عنه: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)(5).
8 -
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي،
(1) البخاري (رقم: 328)، مسلم (رقم: 521).
(2)
مسلم (رقم: 521).
(3)
مسلم (رقم: 153).
(4)
البخاري (رقم: 3268)، مسلم (رقم: 1842).
(5)
البخاري (رقم: 3503)، مسلم (رقم: 2404).