الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما حكي من الإجماع في كفر تارك الصلاة فهو من قبيل الإجماع السكوتي الظني، واللَّه أعلم (1).
[99/ 4] المسألة التاسعة والتسعون: تحسين دين المشركين كفر
.
• المراد بالمسألة: الشرك في اللغة: هو المقارنة، وخلاف الانفراد، ويطلق على المخالطة، والمصاحبة، والمشاركة (2).
وفي الاصطلاح: أن يجعل العبد للَّه تعالى شريكًا، في ربوبيته تعالى، أو في ألوهيته، أو في أسمائه وصفاته (3).
سبق فيما مضى أن اللَّه تعالى بعث الرسل لتقرير الإسلام الذي محصله توحيده تعالى، فمن اعتقد أن غير دين الإسلام يحسن اتباعه، وأن له منافع ليست في دين الإسلام، فذلك كفر مخرج من الملة.
• من نقل الإجماع: قال شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ): "منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب، والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك، ومنفعته، ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين"(4).
(1) وقد حكى الخلاف في المسألة طائفة كثيرة من أهل العلم، منهم أبو بكر الإسماعيلي في "اعتقاد أئمة الحديث" (64 - 65) حيث قال:"واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر فكفره جماعة؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة"، وتأول جماعة منهم بذلك من تركها جاحدًا لها" ا. هـ، ومحمد بن نصر المروزي "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 956)، وابن المنذر في كتاب "الإشراف"(3/ 270)، والبغوي في "شرح السنة"(2/ 179)، وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 230 - 231)، و"الاستذكار"(5/ 345، 610)، وابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(7/ 371)، وابن القيم في "الصلاة وحكم تاركها"(33) وغيرهم كثير.
(2)
انظر: مقاييس اللغة، باب:"شرك"(2/ 205)، لسان العرب، مادة:"شرك"(10/ 448).
(3)
انظر: الإيمان، حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة (128).
(4)
مجموع الفتاوى (4/ 55)، وانظر:(18/ 55).
• مستند الإجماع: يدل على مسألة الباب ما يلي:
1 -
2 -
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} (2).
3 -
قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} (3).
• وجه الدلالة من الآيات السابقة: أن القرآن نص على أن دين الإسلام هو أحسن الأديان قاطبة، وأنه ليس ثمة دين أحسن منه على الإطلاق.
4 -
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (4).
• وجه الدلالة: أخبر تعالى أنه ارتضى دين الإسلام لعباده، لا غيره من الأديان، وهو سبحانه لا يرتضى لعباده إلا الأحسن.
5 -
• وجه الدلالة: في الآية دليل على أن اتخاذ غير دين الإسلام من السفه، مما يدل على أن فاعل لك قد ترك الأفضل واختار المفضول.
6 -
قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (6).
• وجه الدلالة: في الآية أن من أخذ غير دين الإسلام فإن ذلك يكون خسارة عليه، ولن يقبله تعالى.
(1) سورة النساء، آية (125).
(2)
سورة فصلت، آية (33).
(3)
سورة المائدة، آية (50).
(4)
سورة المائدة، آية (3).
(5)
سورة البقرة، آية (130).
(6)
سورة آل عمران، آية (85).