الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• وجه الدلالة: أن اللَّه تعالى أخبر أن من سلك غير ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه باطل لا يقبل.
2 -
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1).
• وجه الدلالة: أخبر تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أكمل الدين، وأن هذا الدين هو الذي رضيه اللَّه تعالى لنا، فالخروج عنه خروج عمَّا رضيه اللَّه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
3 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)(2). وفي لفظ لمسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)(3).
• وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إحداث شيء في الشرع بلا دليل، وأن كل محدث ليس من شرع محمد صلى الله عليه وسلم فهو مردود لا يُقبل، والخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم من أشد الأمور المحدثة التي لم يأت بها الشرع.
4 -
من النظر: أن في تجويز الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم سبيل لإبطال الشرع، وذلك كفر.
النتيجة:
لم أجد من خالف في المسألة؛ لذا يظهر لي -واللَّه أعلم- أن المسألة محل إجماع بين أهل العلم.
[117/ 4] المسألة السابعة عشرة بعد المائة: من أنكر الإسلام، أو الشهادتين، أو أحدهما كفر
.
• المراد بالمسألة: من أنكر الشهادة بأنه لا إله إلا اللَّه، أو أنكر شهادة أن محمد رسول اللَّه، فقد كفر باللَّه تعالى.
(1) سورة المائدة، آية (3).
(2)
البخاري (رقم: 2550)، مسلم (رقم: 1817).
(3)
مسلم (رقم: 1817).
• من نقل الإجماع: قال شمس الدين ابن قدامة (682 هـ): "فمن أقر بالإسلام ثم أنكره، وأنكر الشهادتين، أو أحداهما، كفر بغير خلاف"(1)، ونقله عنه ابن قاسم (2).
وقال القاري (1014 هـ): "كلمة التوحيد وهي لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه؛ للإجماع على أنه لا يعتد في الإسلام بتلك وحدها"(3). وكذا قاله المباركفوري بنفس أحرف القاري (4).
• مستند الإجماع: أما من أنكر شهادة أنه لا إله إلا اللَّه فيدل على كفره ما يلي:
1 -
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} (5).
والآيات الدالة على أن اللَّه تعالى أرسل الرسل لتحقيق هذه الشهادة، كثيرة جدًا.
2 -
3 -
أما شهادة أن محمد رسول اللَّه فيدل عليها ما يلي:
1 -
قول اللَّه تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} (8).
2 -
قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
(1) الشرح الكبير (10/ 74).
(2)
حاشية الروض (7/ 400).
(3)
مرقاة المفاتيح (6/ 72).
(4)
انظر: تحفة الأحوذي (7/ 283).
(5)
سورة الأنبياء، آية (25).
(6)
سورة آل عمران، آية (18).
(7)
سورة محمد، آية (19).
(8)
سورة الفتح، آية (29).