الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كفرًا مخرجًا من الملة.
13 -
إجماع أهل العلم على البعث بعد الموت كما حكاه جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن الأشعري حيث قال: "أجمعوا على أن الأجساد التي أطاعتا وعصت هي التي تبعث يوم القيامة"(1).
وقال ابن حزم: "اتفق جميع أهل القبلة على تنابذ فرقهم على القول بالبعث في القيامة"(2).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومعاد الأبدان متفق عليه عند المسلمين واليهود والنصارى"(3).
النتيجة:
لم أجد من خالف في المسألة، لذا يظهر لي -واللَّه أعلم- أن المسألة محل إجماع بين أهل العلم.
[109/ 4] المسألة التاسعة بعد المائة: الزنديق كافر
.
• المراد بالمسألة: سبق خلاف أهل العلم في المراد بالزنديق فالجمهور على أنه من أظهر الإسلام وأبطن الكفر، وهو ما يعرف بالمنافق، وذهب بعض الحنفية وبعض الشافعية إلى أن الزنديق هو من لا دين له، وعلى كلا القولين فإن الزنديق كافر يعاقب في الآخرة بالخلود في النار كما هو حال الكافرين.
وينبه إلى أنه لا يراد بمسألة الباب إعطاء الزنديق أحكام الكفر أو الإسلام في الدنيا؛ لأن لهذه المسألة موضع آخر (4).
(1) رسالة إلى أهل الثغر (282).
(2)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 79).
(3)
مجموع الفتاوى (4/ 284).
(4)
مسألة الزنديق على المعنى الذي عند الجمهور بأنه المنافق، على حالين من حيث إجراء الأحكام الدنيوية عليه:
الحال الأولى: أن يظهر أمره للناس، فهذا سبق ذكره في المسألة الرابعة والثلاثون تحت عنوان:"قتل الزنادقة مشروع".
الحال الثانية: ألا ينكشف أمره، فهذا سيأتي في المسألة الثامنة والعشرون بعد المائة تحت عنوان:"إجراء الأحكام الظاهرة على من أظهر الإسلام ولو أسر الكفر".
• من نقل الإجماع: قال محمد بن نصر المروزي (294)(1): "المنافق الذي ينافق في التوحيد هو كافر عند اللَّه في كتابه لا اختلاف بين الأمة في ذلك"(2).
وقال ابن حزم (456 هـ): "لا خلاف بين أحد من أهل الإسلام في أن المنافقين كفار"(3).
وقال النووي (676 هـ): "إجماع الأمة على إكفار المنافقين وإن كانوا قد أظهروا الشهادتين"(4). وقال ابن تيمية (728 هـ): "فأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في قبول توبته في الظاهر فالمراد به عندهم المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وإن كان مع ذلك يصلي، ويصوم، ويحج، ويقرأ القرآن، وسواء كان في باطنه يهوديًا أو نصرانيًا أو مشركًا أو وثنيًا، وسواء كان معطلًا للصانع وللنبوة، أو للنبوة فقط، أو لنبوة نبينا فقط، فهذا زنديق وهو منافق، وما في القرآن والسنة من ذكر المنافقين يتناول مثل هذا بإجماع المسلمين. . . ومثل هؤلاء المنافقين كفار في الباطن باتفاق المسلمين"(5) ونقله عنه الرحيباني (6).
وقال العيني (855 هـ): "الإجماع على كفر المنافقين وإن كانوا قد أظهروا الشهادتين"(7).
(1) هو أبو عبد اللَّه، محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، إمام، فقيه، محدث، من أعلم الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم في الأحكام، من تصانيفه:"ما خالف به أبو حنيفة عليًا وابن مسعود"، و"اختلاف العلماء"، و"تعظيم الصلاة"، ولد ببغداد سنة (202 هـ)، وتوفي بسمرقند سنة (294 هـ). انظر: العبر في خبر من غبر 2/ 105، سير أعلام النبلاء 14/ 33، تهذيب التهذيب 9/ 489.
(2)
تعظيم قدر الصلاة (2/ 576 - 577).
(3)
الفصل في الملل والأهواء والنحل (3/ 124).
(4)
شرح النووي (1/ 147)، وانظر:(2/ 181).
(5)
بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية (339).
(6)
مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (4/ 651).
(7)
عمدة القاري (1/ 191).
• مستند الإجماع: يدل على مسألة الباب:
1 -
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (1).
2 -
• وجه الدلالة من الآيتين: أن اللَّه تعالى توعد المنافقين في آيات من كتابه بالنار، والخلود فيها، والآيات في هذا الباب كثيرة.
3 -
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} (3).
• وجه الدلالة: أن اللَّه تعالى أخبر عن المنافقين أنهم يظهرون الإيمان، ثم نفاه عنهم، وأخبر بأهم ليسوا بمؤمنين، وهذا صريح في كونهم كفارًا.
4 -
• وجه الدلالة: الآية في سياق المنافقين، وقد أخبر تعالى عدم قبول صدقاتهم، وعلل ذلك بكونهم كفارًا.
5 -
قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} (5).
• وجه الدلالة: الآية في سياق المنافقين، وقد أخبر تعالى صريحًا أنهم كفار.
6 -
• وجه الدلالة: الآية في سياق المنافقين، وهي صريحة بأنهم كفار، وأن
(1) سورة النساء، آية (145).
(2)
سورة التوبة، آية (68).
(3)
سورة البقرة، آية (8).
(4)
سورة التوبة، آية (54).
(5)
سورة التوبة، آية (125).
(6)
سورة التوبة، آية (80).