الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدعاء لهم بالمغفرة بعد موتهم غير نافع، لأن الكافر لا يُغفر له.
7 -
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (1).
• وجه الدلالة: قال القرطبي: "هذا إعلام من اللَّه تعالى بأن المنافق كافر، أي أقروا باللسان ثم كفروا بالقلب"(2).
8 -
في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن عبد اللَّه بن أُبي لما توفى جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له، فأعطاه النبي قميصه فقال:(آذني أصلى عليه)، فآذنه، فلما أراد أن يصلى عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال أليس اللَّه نهاك أن تصلى على المنافقين فقال:(أنا بين خيرتين) قال: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر اللَّه لهم"، فصلى عليه فنزلت:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} (3)(4).
النتيجة:
لم أجد من خالف في المسألة، لذا يظهر لي -واللَّه أعلم- أن المسألة محل إجماع بين أهل العلم.
[110/ 4] المسألة العاشرة بعد المائة: الغالية الذين يعتقدون الإلهية والنبوة في علي رضي الله عنه وغيره يقتلون
.
• المراد بالمسألة: ذكر المصنفون لفِرق المقالات كابن حزم أن الشيعة على طوائف منها الغالية، سموا بالغالية لغلوهم في علي رضي الله عنه، حتى اعتقدوا فيه الإلهية أو النبوة، كما قال ابن حزم: "أما الغالية من الشيعة فهم قسمان:
قسم أوجبت النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لغيره.
والقسم الثاني: أوجبوا الإلهية لغير اللَّه عز وجل، فلحقوا بالنصارى
(1) سورة المنافقون، آية (3).
(2)
تفسير القرطبي (18/ 124).
(3)
سورة التوبة، آية (84).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 1210)، وصحيح مسلم (رقم: 2774).
واليهود، وكفروا أشنع الكفر" (1)، وهذا المعتقد كفر مخرج من الملة.
وكذا كل من اعتقد أن ثمة إلها غير اللَّه تعالى، أو أن ثمة نبيًا من هذه الأمة غير محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كفر كفرًا مخرجا من الملة.
• من نقل الإجماع: قال ابن تيمية (728 هـ): "الغالية يُقتلون باتفاق المسلمين، وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة في علي وغيره"(2). وقال أيضا: "أما الغالية في علي رضي الله عنه فقد اتفق الصحابة وسائر المسلمين على كفرهم"(3).
• مستند الإجماع: المسألة جلية من حيث الدليل، فأما كفر من ادعى الإلهية فإن النصوص مستفيضة في تقرير ذلك، بل إن أصل دعوة جميع الرسل كانت لتقرير هذا الأمر ومنه:
1 -
2 -
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)} (5).
3 -
قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)} (6).
4 -
(1) الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 140).
(2)
مجموع الفتاوى (28/ 474).
(3)
منهاج السنة (5/ 12)، وانظر:(4/ 292).
(4)
سورة الأعراف، آية (59).
(5)
سورة النمل، آية (45).
(6)
سورة هود، آية (50).
(7)
سورة هود (84)،