الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النتيجة:
تحقق الاتفاق على أنه إذا أراد أحد الشريكين إنهاء الشركة بعد بيع السلع وحصول الثمن فله ذلك، وقد نقل الاتفاق على هذا، وحيث لا مخالف.
[263/ 11] مسألة: صورة شركة العنان
(1).
شركة العِنان: أن يخرج كل واحد من الشريكين مالًا مثل صاحبا، دنانير أو دراهم، ثم يخلطان ذلك حتى يصير مالًا واحدًا لا يتميز، على أن يبيعا ويشتريا ما رأيا من التجارات، على أن ما كان فيه من فضل فلهما، وما كان من نقص فعليهما.
وهذه الصورة هي صورة الشركة الصحيحة؛ إذ يبدو أنهم آن تعريفهم للشركة عامة تصوروا شركة العنان.
ودليل ذلك أن موفق الدين ابن قدامة بعد تعريفه لشركة العنان، قال:"وهي جائزة بالإجماع، ذكره ابن المنذر"(2).
(1) العِنان: الاسم من: عنن. قال ابن منظور: "عَنَّ الشيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَنًا وعُنُونًا: ظَهرَ أمامك؛ وعَنَّ يَعِنُّ ويعُنُّ عَنًّا وعُنونًا واعْتَنَّ: اعْتَرَضَ وعَرَض. . . والاسم العَنَن والعِنانُ". انظر: لسان العرب: (13/ 290).
وقال الإمام السرخسي: ". . . وقيل: هو مأخوذ من عنان الدابة على معنى أن راكب الدابة يمسك العنان بإحدى يديه ويعمل بالأخرى وكل واحد من الشريكين يجعل عنان التصرف في بعض المال إلى صاحبه دون البعض.
أو على معنى أن للدابة عنانين أحدهما أطول والآخر أقصر فيجوز في هذه الشركة أن يتساويا في رأس المال والربح، أو يتفاوتا فسميت عنانًا". المبسوط للسرخسي:(11/ 275).
وقال الإمام ابن قدامة: "واختلف في علة تسميتها شركة العنان، فقيل: سميت بذلك؛ لأنهما يتساويان في المال والتصرف كالفارسين إذا سويا بين فرسيهما وتساويا في السير؛ فإن عنانيهما يكونان سواء. وقال الفراء: هي مشتقة من عن الشيء إذا عرض يقال عنت لي حاجة إذا عرضت فسميت الشركة بذلك؛ لأن كل واحد منهما عن له أن يشارك صاحبه. وقيل: هي مشتقة من المعاننة، وهي المعارضة، يقال: عاننت فلانا إذا عارضته بمثل ماله وأفعاله، كل واحد من الشريكين معارض لصاحبه لماله وفعاله". المغني: (7/ 123)، وانظر: المبسوط للسرخسي: (11/ 275)، والعدة شرح العمدة:(1/ 239)، وحاشية ابن عابدين:(4/ 311).
(2)
المغني: (7/ 123).