الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51] عدم صحة الإكراه في الإجارة:
• المراد بالمسألة: إذا أُكْره المؤجر على عقد الإجارة بغير حق، فإن الإجارة لا تصح، وهو مخيَّر بعد ارتفاع الإكراه عنه بين الفسخ والمضي فيه، باتفاق العلماء.
• من نقل الإجماع:
• ابن تيمية (728 هـ) يقول: [إذا كانوا مكرهين على الإجارة بغير حق، لم تصح الإجارة، ولم تلزم، بلا نزاع بين الأئمة](1). ويقول أيضًا: [المكره بغير حق، لا يلزم بيعه، ولا إجارته، ولا إنفاذه، باتفاق المسلمين](2).
• الموافقون على الإجماع:
وافق على هذا الإجماع: الحنفية، والمالكية، والشافعية (3).
• مستند الإجماع: يستند الإجماع إلى عدة أدلة، منها:
الأول: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (4).
• وجه الدلالة: أن الإجارة تعد من التجارة، فلا بد فيها من التراضي بين الطرفين، وإلا عُد ذلك من أكل أموال الناس بالباطل، والإكراه على الإجارة لا يحصل فيه الرضا، ومن ثَمَّ لا تترتب عليه آثاره (5).
الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال: "لا يحل لامرئ من مال أخيه، إلا ما أعطاه عن طيب نفس"(6).
= فسبحان اللَّه! كيف وقعت الغفلة عن قوله.
(1)
"مجموع الفتاوى"(30/ 158).
(2)
"مجموع الفتاوى"(30/ 180).
(3)
"تبيين الحقائق"(5/ 182)، "البناية"(11/ 41)، "العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية"(2/ 143 - 144)، "الشرح الصغير"(4/ 7)، "الفواكه الدواني"(2/ 110)، "حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني"(2/ 190)، "تحفة المحتاج"(6/ 122)، "غاية البيان شرح زبد ابن رسلان"(ص 224)، "فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب"(3/ 532).
(4)
النساء: الآية (29).
(5)
ينظر: "بدائع الصنائع"(4/ 179).
(6)
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(318)، (1/ 171). وقال: [احتج البخاري بحديث =
• وجه الدلالة: أن المكره على العقد الذي اشتمل على المال -أيًّا كان هذا العقد- قد أُخذ ماله بغير طيب نفس منه، فلا يحل للآخذ أخذه (1).
الثالث: القياس على البيع: فكما أنه لا يصح الإكراه فيه بغير حق، فكذلك الإجارة، بجامع أن كلا منهما معاوضة بين طرفين.
النتيجة:
صحة الإجماع في المسألة؛ وذلك لعدم المخالف فيها.
* * *
= عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم]. وصحح إسناده ابن القيم في "حاشية تهذيب السنن"(3/ 422).
(1)
المصدر السابق.