الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التمهيد
يتضمن التعريف بالفرائض، وأدلتها
المسألة الأولى: تعريف الفرائض في اللغة والاصطلاح:
تعريف الفرائض في اللغة:
الفرائض: مشتق من مادة (فرض)، والجمع فروض، وفراض، ولها معان متعددة في اللغة، سأذكر منها ما له صلة مباشرة بالموضوع:
فمن معاني الفرض (1):
الأول: الحز في الشيء والقطع.
الثاني: التوقيت، وكل واجب مؤقت، فهو مفروض.
الثالث: التقدير، أي بيان مقدار الشيء.
الرابع: الواجب، سمي بذلك لأن له معالم وحدود، وفرض اللَّه علينا كذا وكذا، وافترض أي أوجب.
والفرض مصدر كل شيء تفرضه فتوجبه على إنسان بقدر معلوم، وافترضه كفرضه، والاسم الفريضة.
تعريف الفرائض في الاصطلاح: هو العلم بقسمة المواريث (2).
المسألة الثانية: منزلة الفرائض في العلوم الشرعية
علمُ الفرائض أحد العلوم الشرعية، التي رغب الشارع في تعلمها، وقد
(1) انظر: طلبة الطلبة، النسفي (ص 330)، وأنيس الفقهاء، القونوي (ص 112)، والمطلع على أبواب المقنع، البعلي (ص 299).
(2)
انظر: المصادر السابقة.
نص الفقهاء على أن تعلم الفرائض من فروض الكفاية (1).
وقد وردت نصوص عديدة، تدل على فضيلة علم الفرائض، ومكانته في الشريعة، منها:
الأول: مما يدل على فضيلته أن اللَّه جل وعلا تكفل بقسمة الفرائض، كما هي الآيات التي في سورة النساء (2).
الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم وإنه ينسى وهو أول ما ينزع من أمتي)(3).
الثالث: عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة)(4).
الرابع: عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا القرآن وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان من يقضي بها)(5).
(1) انظر الآيات في سورة: النساء (11 و 12 و 127 و 176).
(2)
انظر: معالم السنن، الخطابي (4/ 89)، وأحكام القرآن، ابن العربي (1/ 430)، وفتح الباري (12/ 5)، والجامع لأحكام القرآن (5/ 56).
(3)
رواه: ابن ماجه، رقم (2719)، والدارقطني، كتاب الفرائض (4/ 67)، والحاكم، في المستدرك على الصحيحين، كتاب الفرائض (4/ 332)، وإسناده ضعيف. انظر: البدر المنير (7/ 183 - 186)، وإرواء الغليل، رقم (1664).
(4)
رواه: أبو داود، رقم (2885)، وابن ماجه، في المقدمة، رقم (54)، والحاكم في المستدرك، كتاب الفرائض (4/ 332)، والبيهقي، كتاب الفرائض، باب الحث على تعليم الفرائض (6/ 208)، والدارقطني، كتاب الفرائض (4/ 67 - 68) وإسناده ضعيف. انظر: البدر المنير (7/ 189)، وإرواء الغليل، رقم (1664).
(5)
رواه: الترمذي، (2091)، قال أبو عيسى:(هذا حديث فيه اضطراب)، والبيهقي =