الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني مسائل الإجماع في العدة
[1 - 354] وجوب العدة على النساء:
العدة (1) واجبة على النساء، ونُقل الإجماع على ذلك.
• من نقل الإجماع:
1 -
ابن حزم (456 هـ) حيث قال: "اتفقوا أن من طلق امرأته -التي نكحها نكاحًا صحيحًا- طلاقًا صحيحًا، وقد وطئها في ذلك النكاح في فرجها، مرّة فما فوقها، أن العدة لازمة، وسواء كانت الطلقة أولى، أو ثانية، أو ثالثة"(2). وقال أيضًا: "لا يختلفون في أن من وطئ امرأته مرّة، ثم غاب عنها عشرات السنين، ثم طلقها، أن العدة عليها"(3).
2 -
ابن قدامة (620 هـ) حيث قال: "الأصل في وجوب العدة: الكتاب، والسنة، والإجماع"(4). وقال أيضًا: "أجمعت الأمة على وجوب العدة في الجملة، وإنما اختلفوا في أنواع منها"(5).
(1) العدة في اللغة: من العدّ، وهو الحساب، وتجمع على عِدَد، يقال: انقضت عدة المرأة؛ أي: المدة التي تتربص فيها. وعِدَّة المرأة: أيام عادتها، سواء كانت بالشهور، أو الحيض، أو بوضع الحمل. وعدة المرأة أيضًا: أيام إحدادها على زوجها الميت.
انظر: "لسان العرب"(3/ 284)، "القاموس المحيط"(ص 380).
العدة في الاصطلاح: عند الحنفية: اسم لأجل ضرب؛ لانقضاء ما بقي من آثار النكاح.
عند المالكية: مدة منع النكاح؛ لفسخه، أو موت الزوج، أو طلاقه عند الشافعية: اسم لمدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها، أو للتعبد، أو لتفَجُّعِها على زوجها، عند الحنابلة: مدة معلومة تتربص فيها المرأة؛ لتعرف براءة رحمها، وذلك يحصل بوضع حمل، أو مضي أقراء، أو أشهر.
انظر: "بدائع الصنائع"(4/ 414)، "فتح القدير"(4/ 307)، "مواهب الجليل"(5/ 470)، "التاج والإكليل"(5/ 407)، "مغني المحتاج"(5/ 78)، "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع"(2/ 345)، "الإقناع" للحجاوي (4/ 5)، "كشاف القناع"(5/ 411).
(2)
"مراتب الإجماع"(ص 133).
(3)
"المحلى"(10/ 28).
(4)
"المغني"(11/ 193).
(5)
"المغني"(11/ 194).
3 -
ابن أبي عمر (682 هـ) فذكره كما قال ابن قدامة (1).
4 -
ابن تيمية (728 هـ) حيث قال: "فلو كان قد طلقها إحدى الطلقات الثلاث، للزمتها عدة مطلقه بنص القرآن واتفاق المسلمين"(2).
5 -
الزركشي (772 هـ) حيث قال: "العدة: ما تعده المرأة من أيام أقرائها، . . . والأصل فيها قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]. . . مع أن مشروعية ذلك الإجماع"(3).
6 -
الشربيني (977 هـ) حيث قال: "والأصل فيها قبل الإجماع الآيات والأخبار (4) "(5).
7 -
البهوتي (1051 هـ) حيث قال: "وأجمعوا على وجوبها، للكتاب والسنة في الجملة"(6).
8 -
ابن قاسم (1392 هـ) حيث قال: "كتاب العدد، والأصل في وجوبها: الكتاب والسنة والإجماع"(7).
• الموافقون على الإجماع: ما ذكره الجمهور من الإجماع على وجوب العدة على النساء إذا قام سببها، وافق عليه الحنفية (8)، والمالكية (9).
• مستند الإجماع:
1 -
قال تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228].
2 -
قال تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4].
3 -
قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس، حين طلقها زوجها البتة: "اعتدي في بيت ابن أم
(1)"الشرح الكبير"(24/ 5 - 6).
(2)
"مجموع الفتاوى"(32/ 324).
(3)
"شرح الزركشي على الخرقي"(3/ 455).
(4)
ثم ذكر الأدلة من القرآن والسنة الدالة على وجوب العدة.
(5)
"مغني المحتاج"(5/ 78).
(6)
"شرح منتهى الإرادات"(3/ 191).
(7)
"حاشية الروض المربع"(7/ 46).
(8)
"بدائع الصنائع"(4/ 414)، "فتح القدير"(4/ 307).
(9)
"المعونة"(2/ 662)، "مواهب الجليل"(5/ 470).