الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهبت سلسلة لأمها فهل تأخذها من تركتها قبل قسمتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أعطيت لأمي قبل وفاتها سلسلة ذهب فهل يحل لي أخذها بعد وفاتها علما بأنني أقل أخواتي حالا وقد ساهمت في بناء المنزل لكي يكون مريحا لها، ورغم أني والحمد لله لدي أربع بنات ولا معين لي سوي الله ولكن كنت أبر أمي على قدر استطاعتي. وقد أعطيت لها عقدا ذهبا واشتريت لي مثله، وفي يوم تركت لها العقد كي أذهب إلى السوق فقطع منها فقالت (خذي الثاتى عوضا لك، وأنت أنت ألي جبتيه برض) فرفضت وبعد وفاتها وجدت مع ذهب تركته لأمي أمانة عند الحاجة.أرجو الرد بصراحة وبدون إحالة لسؤال آخر هل السلسلة والعقد من حقي أم لا علما بأني كنت في السعودية كان معي مال وأهدي منه ولكن الان المسؤولية كثرت والدخل قل بكثير ولكن لا أرغب في المال الحرام أو المشكوك فيه مع العلم أن أختي تعلم بالسلسة فقط لكن العقد وجدته في وسط ذهبي بعد وفاتها ولا يعلم به إلا الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولاً إلى أنه يوجد في سؤالك بعض الغموض ونحن نجيبك بحسب ما ظهر لنا منه، أما سلسلة الذهب التي قمت بإعطائها لأمك فهي هبة والهبة تلزم بالقبض، فما دامت الأم قد قبضتها فلا يجوز لك أخذها، وذلك لما رواه أبو داود والنسائي وغيرهم وأصله في البخاري عن ابن عمر ووابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها؛ إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب يأكل، فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه.
فإذا ماتت الأم تصير هذه السلسلة من التركة وتقسم على الورثة، ولا يجوز لأحد من الورثة أن يأخذ شيئا من التركة قبل قسمها. وإذا أراد الورثة إعطاءك السلسلة فهذا جائز على سبيل الهبة منهم.
أما العقد فإذا كنت قد رفضت أخذه عوضا عن عقدك المقطوع فحكمه حكم سائر التركة يجب تقسيمه على الورثة إلا أن يتنازلوا لك عنه.
ونود أن نلفت نظرك إلى أن ما قمت به من بر أمك هو من أفضل الطاعات التي يرجى أن تنالي ثوابها في الدنيا والآخرة، نسأل الله عز وجل أن يغنيك بحلاله عن حرامه وأن يبارك لك في أهلك ومالك.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 45529، 69511، 73075.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1429