الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من حق الابن أن يحصل على نصيبه من ميراث أبيه
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ سنتين قرر والدي أن يشتري لي منزلا بحيث يبيع منزلنا ويشتري بثمنه منزلين في الريف وبسبب محبته للجيران رفض الفكرة بعد فترة واستأجر لي منزلا لمدة سنة وأنا أتكفل بباقي حياتي من إيجار ومنذ ستة أشهر توفي فقلت لأمي (المنزل مسجل باسم أمي قبل وفاة أبي بكثير والمنزل من مال والدي وهو مال الله) ، أن نبيع المنزل ونشتري به منزلين مقابل بعضهم البعض لأكون بجانبك أنا وزوجتي ولكن أختي (متزوجة وهي في الخليج معه) سامحها الله أقنعت أمي برفض الفكرة وقالت لي أمي صحيح أن المنزل قيمته عالية جدا ولكنني لا أستطيع لأن أختك تفتخر بهذا الحي أمام أصدقائها، كما أن والدي رحمه الله كان يفضل أختي علي بكل الأمور وكان يسمع لها وينفذ ما ترغبه والآن تفعلها أمي كذلك (على نهج والدي) ، كما أنني لا أستطيع العيش أنا وزوجتي مع والدتي لتفادي المشاكل بين والدتي وأختي وزوجتي بشتى أشكالها وأنواعها، فهل يجوز أن الأهل يعيشون في منزل غالي الثمن بينما ابنهم الوحيد يعيش في منزل إيجار، وما حكم هذا وما هو العقاب يوم القيامة للأهل، وهل يوجد دليل في السنة على ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز تفضيل بعض الأبناء على بعض، ومن حق كل وارث أن يحصل على سهمه من التركة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله بالعدل في كل شيء، قال تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ {النحل:90} ، وأولى الناس بالعدل هم الأبناء والأقربون، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. متفق عليه.
والعدل بين الأولاد يكون في الهبات وعدم التمييز بينهم في أي شيء. وكان السلف رحمهم الله يعدلون بين الأولاد في القُبل، يعني إذا قبل الولد الصغير وأخوه عنده، قبل الولد الثاني، لئلا يجحف معهم في التقبيل.. فعلى والدتك أن تتقي الله ولا تؤثر عليك أختك، وعليك أنت أن تغفر لوالدك ما ذكرت أنه كان عليه.
واعلم أن ما كان قرره والدك من اشتراء منزل لك لا يترتب عليه شيء طالما أنه توفي ولم يفعله، فجميع ما تركه أبوك من المال يعتبر تركة يشترك فيها جميع ورثته، كل بحسب سهمه من الميراث، وما ذكرته من أن الأهل يعيشون في منزل غالي الثمن بينما ابنهم الوحيد يعيش في منزل إيجار، لا نقول إنه لا يجوز؛ ولكن نقول إن من حق الابن أن يحصل على حقه من تركة أبيه، فمن حقك أن تجد سهمك من التركة، ولكننا ننصحك بمعالجة الأمر بهدوء وحكمة مع أمك وبقية أفراد أسرتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1429