الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رد الوارث ما أخذه من التركة بما يخالف الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[استشهد أخي دفاعا عن بلده العراق في عهد صدام حسين، ولم يكن متزوجا ولديه: أم، وأب، وإخوة ثلاثة لا يعيلهم وأخوات كذلك.
وكان قد حصل على قطعة أرض وسيارة قبل أن يوافيه الأجل، كونه كان ضابطا بالجيش.
السيارة استوفى ثمنها كاملا للدولة، أما قطعة الأرض فكان مستمرا على دفع أقساطها ولم يتخلف بالدفع.
هناك قانون أن من يوافيه الأجل وهو في الخدمة المدنية أو العسكرية يعفى من ديونه المترتبة للدولة.
وبهذا كان أخي -الشهيد- قد أعفي من ديونه المترتبة للدولة من الأقساط المتبقية عن الأرض التي استلمها قبل استشهاده.
هناك قانون آخر أصدرته السلطة الحاكمة ينص على أن من يستشهد من المقاتلين في الجبهة يمنح قطعة أرض وسيارة ويكون تقسيمها بالتساوي.
بعد زمن من استشهاد أخي تزيد عن ثلاثة أشهر ذهب أحد الوالدين مطالبا بحق منحه السيارة والأرض الخاصة بالشهيد.
اجتهدت الدولة هنا، واعتبرت أن ما منح لأخي قبل موافاته الأجل يعتبر منحة الشهيد، وأمرت بتقسيمها بينهما بالتساوي، في الوقت الذي يأمر شرع الله بتقسيم ميراث الولد كالآتي: السدس للأم، والباقي للأب.
أخذت أمي نصف ميراث أخي الشهيد بموجب هذا الأمر رغم معارضة أبي الشديدة لها وعدم رضاه، وأصرت ولا زالت تصر أن ما حصلت عليه هو حق أعطاها إياه الحاكم والقانون في ذلك الزمن، ناسية أن الحاكم والقانون أعطى حقا لم يعد له، وبذلك تجاوز حدود الله.
هذا ما فهمه أبي حتى وافاه الأجل وهو غير راض عنها.
وهي اليوم تريدنا أن نساندها في ما فعلته أيام كان أبي حيا، وإلا سوف ننال غضبها.
أرجوا إفادتنا في كفيه إطفاء نار الفتنة هذه، وحقائق وملابسات الشرع فيها، ومن هو الذي على ضلالة هنا ليكون عبرة ودرسا مفيدا لأولادنا؟
وجزاكم الله خيرا وعافاكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من كلامك أن هذا المال المتمثل في قطعة الأرض والسيارة قد حازهما أخوك قبل وفاته، ودفع ثمن السيارة كاملا، ودفع بعض أقساط الأرض، ثم أعفته الدولة من باقي الأقساط لموته في ميدان المعركة، وعليه فإن هذا المال يعتبر ميراثا تجري عليه أحكام المواريث، فتستحق الأم السدس، والباقي يرثه الأب بالفرض والتعصيب، ولا شيء للإخوة لحجبهم بالأب.
وما قامت به الدولة بعد ذلك من تقسيمه بينهما مناصفة هو تقسيم باطل يخالف كتاب الله وحكمه، وكل ماخالف كتاب الله وحكمه فهو رد.
فالواجب على أمك أن ترد هذا المال إلى تركة الأب ليتم تقسيمه بين الورثة، وعليها مع ذلك أن تستغفر الله وترجع إلى حكمه، وتتوب إليه مما كان منها من غصب هذه الأموال من زوجها مدة حياته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1430