الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآثار الضارة على عدم تقسيم الميراث حسب الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[عند الوالد مزرعة قديمة أول ما بدأت هذه المزرعة كان فيها هو وجدي، قصدي من يوم قامت المزرعة وأبي يعمل فيها وأعمامي لم يقف أحد منهم في هذه المزرعة بل بالعكس كان أبي يشتغل وهم يأخذون من الغنم في مناسباتهم والقمح والشعير، عدد الغنم يصل الي 14رأس في كل مناسبة، فهل تدخل فى الإرث علما أن كل واحد أخذ شيئا، عمي الأول أخد المنزل القديم لجدي وأخد عليه تعويضا من الدولة وعمي الثاني أخد مزرعة قديمة وعمل فيها أوراقا ثبوتية، وعندما علموا أن الدولة تريد المزرعة لكي تعمل مشروعا سكنيا تدخلوا في المزرعة ويريدون النصف من المزرعة لأن الدولة سوف تقوم بالتعويض بمبلغ زهيد لإقامة هذا المشروع إذا كان عندك إرث قديم هل تنتظر إلى أن يأتي أحد ويخبرك به لأنه مضى على هذا الموضوع قرابة أربعة أشهر بعد ذلك خطر على بالهم أن عندهم فى المزرعة وكل الأوراق تدل على أن المزرعة للوالد من عام 1974 ولا يملكون أي ورقة فيها ووالدي مريض في الفراش له يقارب تلاث سنوت بسب جلطة دماغية، وبعد أن حصل ما حصل صارت القطيعة ولا يأتون إلى أخيهم لكي يزوروه، ومع العلم أن الأهل والأقارب لم يقف معهم أحد منهم، الكل جاء ضدهم، السؤال: هل يحق لهم فيها الإرث؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي السائل أن المشاكل وقطيعة الرحم تقع بسبب بعد الناس عن العمل بشريعة الله تعالى ومخالفتهم لأمره، ولو أن كل مسلم عمل بما يمليه عليه الشرع ولم يتعد على الآخرين لاستقامت الحياة ، وخير مثال على ذلك ما ذكرته من مشاكل بين أقاربك ووالدك، فسبب هذه المشاكل أن الورثة لم يقتسموا التركة على حسب ما جاء في الشريعة الإسلامية، فأحدهم استأثر بالمزرعة القديمة بحجة أنه تعب فيها، وآخر بالبيت القديم ونحو ذلك من الفوضى التي تدل على الطمع والجشع، وأن كل وارث يسعى لالتهام أكبر قدر من الإرث من غير مراعاة الأنصبة الشرعية في الإرث.
والواجب عليكم جميعا تقوى الله تعالى والتحاكم لشرعه وقسمة التركة قسمة شرعية لا تَظلِمون ولا تُظلَمون ، فكل ما خلفه جدكم من المزرعة القديمة والجديدة والبيت القديم وغير ذلك هو حق لجميع الورثة، ولكل واحد من الورثة أن يملك في كل شيء من التركة بقدر نصيبه الشرعي ، فكل وارث له نصيب في البيت القديم، وفي المزرعة القديمة، وكل شيء من التركة ، وكون والدك كان يعمل في المزرعة دون أعمامك هذا لا يعني أن تصير المزرعة ملكا له دون بقية الورثة ويكفيه أنه كان مستفيدا من العمل فيها أكثر من غيره، وكذا كون المزرعة مسجلة باسم والدك هذا لا يعني أنها تصير ملكا له بذلك ما دامت المزرعة في الأصل ملكا للجد وليس لوالدك، وكتابتها باسم والدك إن كان ذلك من فعل جدك في حياته فهذه هبة من جدك لوالدك، فإن لم يعط الجد بقية أولاده هبة مثلها فإن هذه الهبة باطلة لأنه لم يعدل بين أولاده، وإن كانت المزرعة كتبت باسم والدك بعد وفاة جدك عملا بوصية جدك مثلا فهذه وصية باطلة لأنه لا وصية لوارث، وأحرى بالبطلان إن كتبت بعد وفاة الجد من غير وصية ولا هبة، فاتقوا الله تعالى وتأملوا الوعيد الوارد قول الله عز وجل بعد ذكره لآيات المواريث في سورة النساء: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ {النساء 13 ،14}
وأخيرا فإننا نوصي الأخ السائل أن يحاول جمع الورثة المتخاصمين ويصلح بينهم وأن يذكرهم بالله تعالى وأليم عقابه، وأن غمسة واحدة في جهنم كفيلة بأن تنسي أنعم الناس في الدنيا نعيمها، وأن غمسة واحدة في الجنة كفيلة بأن تنسي أشقى الناس في الدنيا شقاءها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1429