الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم ترك الميراث أو التنازل عنه لبعض الورثة
[السُّؤَالُ]
ـ[أبي مات منذ أكثر من عشر سنوات وكنا صغارا وكنت يومها في الجامعة وتزوجت بعد عام من وفاة أبي، وأبي كان تاركا للصلاة فكان يصلي ركعتين الساعة 9 صباحا على أنهما صلاة الصبح، والجمعة كان يذهب إليها بعد أن تبدأ الخطبة قبل الصلاة وكان مريضا بالسكر منذ كنت صغيرة وكان يفطر ويطعم الفقراء ويدفع الزكاة، ولكن يرضى بأموال البنوك، ومرض أبي بالكبد قبل وفاته بأشهر وترك الصلاة نهائيا وكلمته مرارا، ولكن قدرتي على إقناعه كانت ضعيفة، لأن ردوده كانت الله أعلم بقلوب عباده وأنه من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة وغيرها من الأقوال التي مغزاها أن الصلاة ليست مهمة طالما كنت موحدا، وحينما زاد عليه المرض صلى معنا صلاة الفجر مرة واحدة وظل لا يصلي حتى مات ـ فما أقسى هذا الكلام على قلبي ـ ولكن سبب ذكري له أن أختي الكبيرة أخذت نصيبها من الميراث ونحن 3 إناث و3 ذكور تزوجنا جميعا ماعدا اثنين، واحد منهم سيتزوج الصيف القادم ـ إن شاء الله ـ وكل أخ له شقة في نفس البيت، وواحدة من البنات هي التي لم تأخذ نصيبها، لأن أمي ترى أن لا نأخذ شيئا حتى يتزوج كل إخوتي، المهم أنني لا أريد شيئا من هذا الميراث فزوجي مبسوط ـ ولله الحمد والمنة ـ فهل يجوز الاستغناء عن حقي في الإرث؟ أو التنازل لأمي عنه؟ وهل يجوز الترحم على أبي؟ وهل أنا على حق في كون أبي كان تاركا للصلاة ـ سواء عمدا أو تكاسلا أوتهاونا؟ واخترت قول الإمام أحمد لقوة أدلته، ومع ذلك عندما صرحت لزوجي بهذا الأمر قال لي إنني أسيء الظن بخالقي.
أفيدوني يرحمكم الله في الدنيا والآخرة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك حسن الخاتمة وأن يعيذنا من سوئها، ونفيدك بأن الميراث إنما هو حق قد كتبه الله لك وأنت صاحبته، وعلى ذلك فلك التصرف فيه بأخذه أو التنازل عنه أو عن بعضه ـ سواء لباقي الورثة أو لأحدهم ـ طالما أنك بالغة رشيدة مختارة، وإذا كان في التركة مال حرام فقد بينا حكمه في الفتوى رقم:9616.
وننبه إلى أنه يجب على القائم على أمر التركة أن يمكن الوارث من نصيبه منها إذا طلب ذلك، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 66804، ورقم:124506.
وأما حكم تارك الصلاة فقد ذكرناه في الفتوى رقم: 68656، وما أحيل عليه فيها.
ومذهب الإمام أحمد قوي في تلك المسألة، لكن الحكم على شخص معين بالكفر لا يتأتى إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة.
ووالدك قد أفضى إلى ما قدم وهو الآن بين يدي ربه وتحت مشيئته والأصل فيه الإيمان، فعليك بالدعاء له بالمغفرة والترحم عليه فذا أولى بك وأجدى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: من ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1430