الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توزيع الميراث مسؤولية الورثة لا المورث
[السُّؤَالُ]
ـ[توفي والدي رحمه الله-سنة 1995 وبما أنه كان جد مريض لم يستطيع أن يتكلم أو يوصينا قبل مماته. منذ أسبوع رأته شقيقتي في منام مفزع. رأت إحدى رجليه محروقة وبها ثقب وأشخاصا يجرونه من تلك الرجل المحروقة وكان يقول والدي لشقيقتي إذا لم تسددوا الدين الذي على عاتقي فإنهم سوف يحرقون ويثقبون رجلي الأخرى نحن نريد بكل وسيلة تسديد الدين الذي عليه لكننا لا نعلم ما هو مقدار المبلغ ولا نعلم من هم الناس الذين استدان من عندهم ولم يسبق أن جاء أحد إلى منزلنا وطالبنا بتسديد أي دين رغم أننا نسكن في مدينة صغيرة وتقريبا الكل يعرفنا نرجو إفادتنا بالكيفية التي يجب اتباعها لتسديد هذا الدين؟ نحيطكم علماً بأنه لدي أختان من أم أخرى وقد اشتركتا معنا في قسمة الميراث -ترك والدي أموالا ومنزلا- وكان المنزل في مدينة أخرى فقامت أمي ببيعه واشترينا منزلا آخر في مدينتنا وبما أن أختاي متزوجتان وكل واحدة تسكن في منزل خاص بها ولن تشاركا معنا في السكن الجديد ارتأينا أن نعطيهن مبلغا من المال الذي بعنا به المنزل وقدرنا ذلك بنفس المبلغ الذي أخذته كل منهن يوم تقسيم الميراث. منذ مدة علمت أن المبلغ المقدم للأختين كان ناقصاً وأعلمت والدتي بذلك فقالت إنها سوف تكمل لهن المبلغ الناقص في أقرب مناسبة أخرى لأن المنزل الذي اشترته كلفنا أكثر من المنزل الذي بعناه في نظركم هل هذا هو المبلغ الذي يطالبنا به والدي في الحلم الذي رأته شقيقتي؟
بارك الله فيكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليكم أن تكثروا من الدعاء بالرحمة والمغفرة لأبيكم، وأن تتصدقوا عنه بما استطعتم، وتهدوا له ثواب ما تيسر من أعمال الخير والبر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له بالخير. رواه مسلم.
وفي الصحيحين أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم.
وروى الإمام أحمد والنسائي أن سعد بن عبادة ماتت أمه، فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء.
وقبل هذا وأهم منه وآكد قضاء الديون التي كانت في ذمته قبل وفاته للعباد، فحقوق العباد مبناها على المشاحة، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. رواه مسلم.
فالدين وحقوق العباد أمرهما عظيم، وعليكم أن تبحثوا في قريتكم وخارجها عن من له حقوق على والدكم حتى تؤدوا عنه هذه الديون، ويمكن أن تستخدموا ما تيسر من وسائل الإعلان عند الجوامع بأن تطلبوا ممن له حق على فلان بن فلان أن يأتي إلى مكان كذا وكذا، وأن يكون معه ما يثبت حقه، ويمكن أن تستخدموا الإعلان في وسائل الإعلام.
وما ذكرت من النقصان الذي حصل في نصيب أختيكم فليس دينا على أبيكم ولا علاقة له به، فهذا عليكم أنتم الذين وزعتم التركة بعد وفاته، ورفع القلم عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1425