الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحوال ميراث العم والحكمة من توريثه
[السُّؤَالُ]
ـ[سألتني أجنبية مسيحية إذا كان هناك حكمة من أن يرث عم الأولاد أي إذا توفي زوجها مثلا وهو رجل غنى تعب كثيرا لكي يكون المال فلماذا إذا يرث أخوه أي عم أولادها أرجو أن تنفعوني بالإجابة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء لا ينبغي أن يسمى النصراني مسيحيا، لأن النصارى اليوم ليسوا على دين المسيح عليه السلام، وهو سيتبرأ من كفرهم يوم القيامة كما قال تعالى في آخر سورة المائدة: وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَاّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {المائدة: 116،117} وانظر الفتوى رقم: 17225.
وأما لماذا يرث الأخ مع وجود الأولاد، فاعلمي أن الأخ الشقيق لا يرث أخاه الميت إلا بشرطين:
الأول: عدم وجود ابن للميت أو ابن ابن وإن نزل.
والثاني: عدم وجود أبي الميت.
فإذا توافر الشرطان فإنه يرث ما بقي بعد أخذ الزوجة والبنات نصيبهن، وإذا كان الأخ أخا من الأب فيزداد شرط آخر وهو عدم وجود الشقيق.
أما لماذا يرث فنقول أولا على سبيل العموم إنه يرث لأن الله العليم الخبير ورثه وجعل له نصيبا من الميراث، وهو تعالى أعلم بمصالح العباد منهم، وأعلم بمن يستحق الإرث وبمن لا يستحق ثانيا لأن ما بين الميت وبين أخيه من قرابة النسب سبب من أسباب الإرث، ثم إن الأخ يتحمل مع أخيه في حياته بعض التبعات المادية كالدية في قتل الخطأ، فإذا كان الشخص الميت مثلا قد قتل قتيلا خطأ فإن أخاه يتحمل معه جزءا من الدية، وإذا كان الأمر كذلك فمن العدل أن يرث من تركته إذا مات في بعض الحالات كما أنه يتحمل معه الدية في حياته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1430