الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي لا يحسن التصرف في المال هل يسلم ميراثه
[السُّؤَالُ]
ـ[أكتب لكي أستفتي عن أمي الغالية. توفي خالي ولم يكن موثقا لزواجه وكان لديه طفلان. وقد اعترف خالي في مواقع عدة بأن الطفلين هم أبناؤه، واعترف لبعض أقاربي أيضا بهذا، واقر بذلك أبي وأمي. وعند وفاة خالي رحمه الله وقبله في جناته إن شاء لله، أوصى خالي وهو على فراش الموت أبي بأن يحسنوا معاملة طفليه.
بعد مرور عدة سنوات توفيت جدتي لأمي، رحمها الله وأسكنها جناته إن شاء الله.
ونتيجة لرفض بعض الورثة الاعتراف بأولاد خالي، ولأن أولاد خالي لم يستطيعوا إثبات نسبهم رسميا لفترة طويلة، فلم يتم تسجيلهم بشكل رسمي في إعلان الوراثة. وقد فضلت أمي أن تطهر إرثها من نصيب أخيها (خالي المتوفى) . وكان الميراث وفقأ للشريعة قطعة من الأرض الزراعية ورثتها أمي ضمن إرثها.
لم تقم أمي بنقل ملكية قطعة الأرض الزراعية لأولاد خالي المتوفى، ولكن عكفت على إعطاء إيجار الأرض الزراعية لأولاد المرحوم خالي منذ وفاة جدتي منذ عدة سنوات، لان أولاد خالي لم يكونوا بالغين سن الرشد، ورغبة منها في المحافظة على إرثهم من الضياع.
خوفا من الله، قامت أمي بكتابة ما يفيد بأحقية أولاد المرحوم خالي في هذه الأرض محددة المساحة المحددة لهم، وأحتفظ بهذه الورقة. وقد قمت بإبلاغ أولاد خالي بنصيبهم.
أما وقد بلغ أولاد خالي سن الرشد منذ فترة غير قصيرة، وقام أولاد خالي حديثا بإثبات نسبهم وقاموا باستخراج أوراق رسمية تثبت نسبهم، ولم يطعن في هذا النسب أحدا من الورثة، بل وقام أحد الورثة بالتفاوض معهم للتنازل عن نصيبهم لديه، وقبل أولاد خالي صاغرين أن يحصلوا على تعويض يقل عن حقهم الشرعي كثيرا، في مقابل التنازل عن حقهم لدى هذا الوريث. لم أستطع إقناع أولاد المرحوم خالي بالصبر حتى الحصول على حقهم كاملا من هذا الوريث، لأني كنت خارج البلاد. المشكلة التي دعتني إلى أن أذكر هذه الواقعة، هو أن الابن الأكبر لخالي المتوفى بدد نصيبه من التعويض بعد الحصول عليه مباشرة.
المشكلة أن الابن الأكبر لخالي المتوفى لا يعرف للأموال قيمة، وقد ورط نفسه أكثر من مرة واستدان ومن خلال حديثي المتكرر مع ابن خالي الأصغر، عرفت أن الابن الأكبر لخالي أقرب إلى السفه في التعامل مع المال. وقد اشتكى لي أخوه الأصغر من تصرفات أخيه الأكبر، وتحدثت معه وعرفت صدق الابن الأصغر لخالي. وتخاف أمي أن تنقل أمي ملكية هذه الأرض لهم فيقوم ابن خالي الأكبر ببيع هذه الأرض وتبديد قيمتها. ومع ذلك تخاف أمي الله وترغب في أن تعرف حكم الشرع:
فهل يجب على أمي أن تنقل ملكية هذه الأرض إلى أولاد خالي بغض النظر عن تصرفات الابن الأكبر لخالي خاصة بعد إثبات نسبهم واعتراف أمي بذلك بأحقيتهم في الميراث حتى قبل استخراج أوراق رسمية تثبت نسب أولاد خالي؟
هل يمكن لها أن تحتفظ بملكية هذه الأرض وتواصل إعطاء أولاد خالي إيجار هذه الأرض؟
إذا باعت أمي أيا من أرضها، وليس قطعة الأرض التي خصصتها لأولاد المرحوم خالي، فهل تصبح ضرورة أن تقوم أمي بإعطاء ثمن هذه الأرض إلى أولاد المرحوم خالي كي تطهر أموالها حتى وإن كانت تعلم أن الابن الأكبر لخالي قد يبددها؟
أرجوكم أفتوني حتى أستطيع أن أساعد أمي، وأرجو أن يكون الرد واضحا، حتى تقوم بالتصرف على أساس الفتوى....جزاكم الله عني وعن أمي خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل أن اليتيم إذا بلغ يسلم له ماله إذا كان رشيدا. قال الله تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ {النساء: 6}
…
وإذا تبين سفههم فلا يدفع لهم من مالهم إلا قدر الحاجة.. قال الله تعالى: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا {النساء: 5} . وما دمتم قد تبين لكم أن بعض الأبناء لا يحسن التصرف في المال فعليكم بالتريث في تسليم ما لديكم من أموالهم حتى ترفعوا الأمر إلى المحكمة الشرعية إن وجدت عندكم محاكم شرعية عادلة، فهي صاحبة الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع، أما إذا لم توجد محاكم شرعية فالظاهر أن جماعة أهل الحل والعقد من أهل الشابين هي التي تتولى ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1425