الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خدم رجلا وصحبه دهرا ثم مات فهل يبقى في داره أم يسلمها للورثة
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص عاش مع إنسان غير متزوج لعدة سنين، يرعاه ويخدمه مثل الولد البار لأبيه، وبالمقابل كان الشخص الغير متزوج يناديه بابني لشدة حبه له وصبره عليه، وخدمته له، وكان يكافئه على عمله، وهم في بلاد الأجانب كانوا كالولد لأبيه، وكان لهذا الشخص إخوة يقطعهم وهو غني، فاستمر هذا الشخص بالنصح وترقيق قلبه لمساعدة أهله البعيدين، وفعلا فعل، وفجأة مات الذي بمنزلة الوالد وبقي الذي كان بمثابه الابن، وكان يعتمد في معيشته على الذي يخدمه، فبعد المعروف الذي قام به لأهله ووعودهم له بعدم نسيانه بالمساعدة قطعوه، وأرادو إخراجه من بيت قريبهم، وطالبهم بإمهاله ليسوي أمره فلم يرضوا، وحاولوا تسفيره ولم يقدروا تبعا لنظام البلد، كل ما أراده هو إمهاله بعض الوقت وهم أغنياء يستطيعون الانتظار، وهم يعلمون منزلة هذا الشخص من صاحب البيت الذي توفى فجأة، فهل عليه إثم إن بقي قليلا في البيت، لأنه ينتظر صدور أوراقه للإقامة أو السفر حتى يستقر على ما يفعل؟ وهل له أن يرد الغدر منهم حيث حاولوا تسفيره بأسلوب خسيس بعد عشرة العمر والوعود، والمسكنة التي كانو يظهروها في حياة قريبهم، فهل له أن يبقى في البيت لينتهي من تجهيز أموره بدل الغدر به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا الشخص قد أخذ أجراً على ما كان يقوم به من خدمة -كما ذكرت في سؤالك- فلا حق له حينئذ في شيء وراء ذلك، لا في سكنى الدار ولا في غيرها، فإن هذه الدار بعد موت صاحبها صارت ملكاً للورثة.
والواجب عليه أن يستجيب لهم إذا طلبوا منه مغادرتها، ولا يجوز له أن يغدر بهم ولا أن ينتقم منهم، لأنهم لم يظلموه في شيء، ولم يمنعوه حقاً له، فإن فعل فهو ظالم آثم، ضامن لما يفعله في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، ومحاولة تسفيرهم إياه وإن كانت اعتداء عليه وظلماً له إلا أنه لم يترتب عليها ضرر له، وعليه فليس من حقه الاستحواذ على أي شيء من حقوقهم مقابلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1430