الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم منع الأم أبناءها من ميراثهم من أبيهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أمي لا تريد أن تعطينا الميراث نحن ست بنات وخمسة أولاد وبحجة أننا لسنا بحاجة كيف نتصرف دون غضبها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن أمكم تحول بينكم وبين ميراث ثابت لكم كميراث أبيكم مثلا. وعليه، فإن عليكم أن تتلطفوا بأمكم وتحسنوا إليها كما فرض الله تعالى في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فنصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالحث على بر الوالدين والإحسان إليهما كما هو معلوم عند كل مسلم.
وعليكم أن تبينوا لها أنه لا يجوز للأم ولا لغيرها منع التركة من مستحقيها بأي وجه من الوجوه، ولو كانوا أغنياء ولا يحتاجون إليها لأن هذا فرض من الله تعالى فرضه للورثة فقال تعالى: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا {النساء:7}
وقد عد أهل العلم منع الوارث من حقه من الميراث كبيرة من أعظم الكبائر؛ لأن الله تعالى عقب على آيات المواريث بقوله ترغيبا لمن أطاعه وترهيبا لمن عصاه وخالف أمره في الميراث فقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ {النساء:13-14}
فإذا تلطفتم مع أمكم وأطلعتموها على هذه النصوص الشرعية بأسلوب محترم فإنها ستنقاد لحكم الله إن شاء الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يصلح الجميع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1428