الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منع الوارث من حقه في الميراث ظلم وتعد
[السُّؤَالُ]
ـ[توفي والدي منذ خمس سنوات ،ونحن نملك بيتا ونريد بيعه ولكن والدتنا لا تريد ذلك فهي تقول إنه من رائحة المرحوم ولن أوافق على بيعه طالما أنا على قيد الحياة وإلا أغضب عليكم ،ونحن ثلاثة بنات وخمسة أولاد ويوجد ثلاثة منّا تقريبا مرتاحون ماديا أمّا البقية فحالتهم تعيسة جدا، علما أن البيت مسجل باسم الوالد رحمه الله....ماالحل من دون أن نغضب الله بسبب غضب الوالدة ،وآخر ما استجد مع والدتنا أنها تؤجر البيت وتعيش من إيجاره، والبيت في دمشق ويمكن بيعه بمبلغ لا بأس به والوالدة معها رأس مال جيد جدا تركه لها والدنا على شكل أرض زراعية باعتها وتاجرت بالبناء مع أحد إخوتي، وأحوالها المادية عال العال ،وهي تصرف على اثنتين من أخواتي وكأنها هي الوريث الوحيد، ونحن حتى الآن لانتحدث بما يغضبها لكي لانكسب غضب الله من خلال غضبها....أرجو افادتي ولكم جزيل الشكر
…
]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ترك أبوكم من مال بعد موته، وبعد تنفيذ وصيته، وسداد ديونه، فهو حق لورثته، يستحق كل واحد منهم نصيبه منه، ولا يحق لأحد أن يمنع أحدا من نصيبه لأن في ذلك ظلما وتعديا على حق الغير.
ومع هذا كله فالذي ننصحكم به أولا هو أنه مهما أمكن إبقاء الحال على ما ذكر برا بأمكم، وحرصا على صلتها، وخشية من وقوع القطيعة فافعلوا، وإن كان لا بد من قسمة التركة فتلطفوا بها وابذلوا جهدكم في إقناعها بأسلوب طيب، واستعينوا في ذلك بالله أولا بدعائه والتضرع إليه ليلين قلبها. فإن أصرت بعد هذا كله، ولم يكن بد من رفع أمرها إلى القاضي فلا حرج عليكم في ذلك ـ إن شاء الله ـ ولا يعتبر ذلك عقوقا. وتراجع الفتوى رقم: 20947، والفتوى رقم:20489.
وننبه إلى أن الأرض الزراعية التي ذكرت أن أباكم قد تركها لأمكم إن كان ذلك على سبيل الهبة، وقد رفع هو يده عنها، ووضعت يدها عليها في حياتها، فهي ملك لها، وإن كان ذلك على سبيل الوصية، فلا تنفذ إلا بإذن الورثة، لأنها وارثة، ولا وصية لوارث، فتكون هذه الأرض حينئذ جزءا من التركة. وراجع الفتوى رقم:26630. وكذلك إذا كانت على وجه الهبة ولكن لم يتم حوز أمكم لها قبل وفاة الوالد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الثاني 1425