الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم أخذ بعض الورثة مالا زائدا عن الآخرين
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا، زوجي وأخوه كلاهما متزوج وله أولاد وكلنا نعيش في بيت واحد، مات أبوهم وترك لهما محلا للبيع بالجملة، لكن الأخ الأكبر يأخذ المال بدون حساب ويغدق على زوجته وأولاده والكل يعرف إلى درجة أن ابنتي الكبرى (11سنة) تقول لي إن أبناء عمي دائما لديهم المال الكثير لأن أباهم يأخذ المال من المحل بلا رقيب، طبعا هذا ليس جيدا، فما العمل في هذه الظروف؟ مع ما يأتي به كل هذا من سلبيات على الأطفال من عدم احترام هذا العم واستساغ هذا النوع من السرقة، انصحوني جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تركه الميت من المال يعتبر تركة تقسم بين الورثة حسب نصيب كل واحد منهم. ولا يجوز لأحد أخذ زائد على حقه إلا برضا من يفيد رضاه من الورثة.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء:29} . وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام " وقال: من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه من سبع أرضين، وهو أيضا متفق عليه. وقال: من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: ولو كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: ولو كان قضيبا من أراك. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ إلا عن طيب نفس منه. رواه أبو داود.
فبان من هذه النصوص تأكيد حرمة مال الغير.
وعليه، فنرى أن تنصحي هذا الأخ بالابتعاد عن أكل أموال غيره، أو تأمري من ينصحه بذلك.
وإذا عرفتم أنه لا يتوب من ذلك ولا يتركه، فلتقسموا المال ليتميز لكل نصيبه. وإن أصر على أخذ ماله فلا مانع من رفع أمره إلى القضاء الشرعي ليأخذ منه ما لم يكن من حقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 صفر 1427